الأربعاء، 21 ديسمبر 2016

اكرام الضيف في السودان

للضيف في الثقافة السودانية مكانة كبيرة وإعزاز تغنَّت له أجيال فإكرام الضيف يعتبر من الأشياء التي يُقاس بها مدى أصالة وطيب نسل الشخصية السودانية لذلك يعتبر كل الشعب السوداني بمختلف سحناته وقبائله وأعراقه في شماله وغربه و شرقه من أكرم شعوب الأرض ولا تجد في أي مكان إكرامًا للضيف وإحسان نزله وترحيبًا به أكثر من الشخصية السودانية، وهنالك الكثير من المقولات التي تقال في حق من يكرم الضيف في الثقافة السودانية مثل (عشاءالبايتات) و(عشاء الضيفان)، وهو الشخص الذي يكون حاضرًا ومستعدًا للضيف في أي وقت من الأوقات فالمجتمع السوداني مجتمع عُرف عنه الترابط الاجتماعي منذ القدم، وقطعًا لم تكن فكرة النزل أو الفنادق منتشرة أو راسخة مثل باقي دول العالم حيث كانت تقوم بهذه المهمة مايعرف (بالخلوة) التي لها دور غير تحفيظ القرآن والأحاديث حيث يكون ملحقًا بها ما يُعرف بالمسيد الذي يوفر المأوى والمأكل لكل عابر سبيل كما يوجد في البيت السوداني القديم ما يعرف بالديوان أو المضاف وهو مكان مخصَّص للرجال، ويقال لك ديوان فلان أو أولاد فلان وكذلك ما يُعرف بـ (الضرا) وهو مكان يجتمع فيه رجال الحي وتتوفر فيه كل الوجبات لعابر السبيل والدخول لهذا (الضرا) أو الخلوة لا يحتاج لملء استمارة أو استئذان من أي جهة لذلك تعتبر الفنادق أو النزل أو ما يُعرف باللكوندات من الأشياء التي انتشرت في السودان في بداية القرن الماضي ومع دخول المحتل الإنجليزي أصبح لا بد من مواكبة الدول الأخرى لأن وجود هذه الفنادق يعكس الوجه الثقافي والاجتماعي والاقتصادي لكل بلد، وكذلك أصبحت البلاد قبلة للكثير من الأجانب الذين لا بد أن يجدوا مكانًا يقصدونه لقضاء مدة إقامتهم بهذا البلد.
أول ظهور للفنادق بالخرطوم
يعتبر السُّودان من البلاد حديثة العهد بالصناعة الفندقية أو إقامة الفنادق نسبة لأن هناك دولاً قد سبقتنا بمئات السنين، فأول فندق كان في العام (1902) في عهد الاستعمار الإنجليزي وهو فندق السودان الذي يقع قبالة شارع النيل وجنوب الفندق الكبير ثم بعده تم إنشاء القراند هولداي فيلا والذي يقع بشارع النيل أو كما يُعرف بالفندق الكبير وفندق فكتوريا والذي يقع مكانه بشارع القصر وغرب موقع البنك الفرنسي القديم وقد نزل بهذه الفنادق الكثير من مشاهير السياسة والفن وغيرهم، ومن أهم الشخصيات ملكة بريطانيا الحالية الملكة اليزابيث، ثم حدثت نقلة تمثلت في قيام فندق الأكربول الشهير على يد الإغريقي بنيوتي بلاتيسوس حيث بدأ بحلواني وبار باسم ال(G.B) ثم حُوِّل فيما بعد إلى فندق الأكربول وهو يعمل منذ العام (1951) إلى يومنا هذا كما قام فندق باسم بنيور إكسليور وبانسيون مدام روزووبانسيون هافانا والسواكني وغيرها من الأسماء التي توقف معظمها عن العمل لأسباب مختلفة ولا يزال بعضها يعمل وقد تطور بعضها وأصبح من الفنادق المشهورة مثل القراند والأكربول.
حقبة ازدهار الفنادق بالسودان وظهور أسماء عالمية.
شهدت حقبة نهاية ستينيات القرن الماضي وبداية سبعينياته ازدهارًا كبيرًا في صناعة الفنادق في الخرطوم وقد حضره العديد من الأسماء العالمية في إدارة وبناء الفنادق مثل فندق الهيلتون وفندق كورال حاليًا وفندق مريديان الذي كان يتبع لمريديان الفرنسية والذي حول اسمه بعد انسحاب الشراكة الفرنسية في العام (1996) إلى فندق ريجنسي والذي تديره اليوم شركة ريجنسي الفندقية كما شهدت الفترة الأخيرة ظهور فنادق أكثر فخامة وبنظام الخمس نجوم مثل فندق السلام روتانا الذي يقع شرق شارع إفريقيا وفندق برج الفاتح والذي يقع على شارع النيل شرق كوبري جزيرة توتي كما توجد العديد من الفنادق الأقل مستوى في عدد الأنجم أو أقل من خمس نجوم مثل البحرين وصحاري وشهرزاد وفندق بيت الضيافة الألماني وفندق إفريقيا وفندق الرياض الجديد.
فنادق عالمية بالخرطوم نموذج فندق المريديان سابقًا
كانت تدير هذا الفندق إدارة فرنسية تتبع لمجموعة مريديان العالمية وأنشأت فندق مريديان السودان بالاشتراك مع شركة الخليج الفندقية في بداية نهاية السبعينيات حيث كان كل طاقم العمل فرنسيًا من الإدارة وحتى السيرفس وكانت تحضر وجبة الإفطار من فرنسا بالاتفاق مع شركة طيران فرنسا (إير فرانس) والأثاث والمفروشات تحضر من بريطانيا وفرنسا والصين انسحبت شركة مريديان في العام (1996) وآلت الملكية والإدارة لشركة ريجنسي الفندقية.
تقرير: نهى حسن رحمة الله:الانتباهة